تشريح سياسي واقتصادي :-فبتنسيق إيراني ..قطر مهدّت للسوداني أميركيًا! – وكالة بابليون
أحدث_الأخبار
سياسية

تشريح سياسي واقتصادي :-فبتنسيق إيراني ..قطر مهدّت للسوداني أميركيًا!

بقلم : سمير عبيد

 

#أولا:-بلا شك ان الساسة الشيعة في العراق فقراء جدا في موضوع صنع اللوبيات في العواصم المؤثرة عالميا واولها واشنطن. والسبب هو عدم وجود رجالات دولة شيعة ( وبالأحرى غير مسموح بوصول رجالات دولة شيعة للمسرح السياسي الشيعي المُحتكر في العراق .. ولايران والكويت واطراف داخلية وخارجية دور في منع وصول رجالات دولة شيعة )لكي يبقى الشيعة اقلية سياسية وهم الاغلبية السكانية والجغرافية والديموغرافية في العراق . وهناك اسباب اخرى واهمها فقدان الثقة فيما بينهم اي الساسة الشيعة، وانعدام روح الفريق في العمل، والتشبث بالعمل المعارض وهم في السلطة.ولهذا أخذت ايران زمام المبادرة بتسيير العمل السياسي الشيعي في العراق.ومن هناك استغل الجانب الكردي ذلك لتحقيق مكاسب كبيرة للأكراد .خصوصا وان الاكراد نجحوا بصنع لوبيات مؤثرة في صنع القرار الاميركي والاوروبي وحتى في داخل المنظومات الاقليمية والعربية نفسها. فصار الأكراد هم الاكثرية وبيضة القبان في النظام السياسي العراقي وهم بالأصل الاقلية مقارنةً بالشيعة والسبب لأن الأكراد حرصوا على تصعيد ودعم رجالات الدولة الأكراد للمسرح السياسي العراقي وعلى عكس الشيعة !
#ثانيا :-
#أ:-من يعتقد ان ايران ضعفت فهو متوهم بل ان الحرب الاوكرانية عززت الاوراق الاستراتيجية الايرانية فصارت ايران الفتاة الجميلة التي يغازلها الجميع من صينيين وروس واوربيين وخليجيين وعرب وحتى اميركان .فإيران اليوم تمتلك مساحات من المناورات النافعة لها وليس مثلما يعتقد البعض. وان تشكيل الحكومة في العراق بعد انسحاب السيد الصدر مثلاً جاء لصالح ايران وبمساعدة اميركية ( غزلاً من واشنطن لطهران ) .لأن هناك صراع دولي فعلي على ود ايران. فالولايات المتحدة باتت مقتنعة ان ايران باتت عصية على أماني واشنطن لأن لها اسناد روسي وصيني لحاجتهما الاستراتيجية لإيران فقررت واشنطن العمل على كسب ايران من خلال التنازلات الخفية عبر سلطنة عمان وعبر دولة قطر ومنافذ اخرى.
#ب:-من الجانب الآخر فالصين وروسيا خائفتان جدا من استدارة ايران الاستراتيجية لصالح الولايات المتحدة. لأن اي استدارة بهذا الاتجاه وحتى لو كانت استدارة اوربية فهي تُربك الحسابات الصينية والروسية لأن ايران مفتاح بوابة الشرق كله نحو القوقاز وروسيا ثم الصين … الخ .والخوف متصاعد عند موسكو وبكين على الرغم من التحالفات الاستراتيجية والاقتصادية الني وقعت بين طهران وبكين من جهة وبين طهران وموسكو من جهة اخرى. وكذلك على الرغم من الدور الصيني الكبير في اجراء المصالحة بين السعودية وايران وبالعكس بدعم روسيا( وكلها دلال و اغراءات صينية وروسية) . كل هذا خدم ايران التي نجحت في الانزلاق من بين الاصابع الاميركية وسجلت مكاسب خليجية وعربية واقليمية!
#ثالثا :-
#أ:-فلم يبق أمام الولايات المتحدة التي تتعرض الى ضغوطات داخلية كبيرة ،ناهيك عن الضغوطات الفعلية في المسرح العالمي ابتداءا من اوكرانيا وفشل الهجوم المضاد، وصولا للسودان، ومايحصل فيه سوريا، ناهيك عن مسلسل الانقلابات في افريقيا ( دول الساحل المهمة ) ولصالح روسيا والصين ولا ننسى ملف تايوان والصراع الصيني الاميركي المتصاعد.حتى جاء الاهتزاز المخيف في المصالح الاميركية وهو التقارب الروسي مع كوريا الشمالية . كل هذا عقّد المشهد على واشنطن. فلم يبق أمامها الا اللجوء الى تهدئة ايران وتطمينها من خلال الوسيط القطري( فقطر لعبت دوراً سرياً بين واشنطن وطهران ونجحت اخيرا بتحرير 6 مليار دولار من الاموال الايرانية المجمدة لصالح ايران في لعبة تبادل السجناء بين ايران والولايات المتحدة )وان اللوبي اليهودي في امريكا واوربا لعب دورا في هذه الصفقة لتهدئة ايران خوفا من استغلالها للفوضى السياسية في اسرائيل بسبب صعود اليمين المتطرف فيها.
#ب:-وذهبت الولايات المتحدة بعيداً في الاغراءات التي تقدمها لإيران فوافقت أخيرا على مد خط السكك الحديدية من ايران نحو العراق مقابل ثمن خليجي ( فالسوداني لم يقم بهذا لولا الموافقة الاميركية التي اعطيت له وايضا اخرست الخليجيين ). فالادارة الاميركية باتت مضطرة لتقديم هذه التنازلات لايران لانها تريد تهدئة المنطقة على الاقل في هذه الفترة التي تأتي قبيل الانتخابات الاميركية وقبيل الترتيبات لإيجاد حلول للحرب الاوكرانية لا سيما وان واشنطن باتت تعاني في سوريا وافريقيا والسودان ومناطق اخرى من العالم .
#رابعا/-القطريون والايرانيون !
أ:-إيران الذكية في لعب الاوراق براغماتياً شجعت رئيس الحكومة محمد السوداني بالتقارب مع دولة قطر .لا سيما وان الاخيرة اي قطر تفتش عن طريق آمن ( لأنبوب الغاز القطري الى اوربا ) وهذا الانبوب الذي بسببه حصلت الاحداث في سوريا عام ٢٠١١ وبسببه جاءت روسيا نحو سوريا فأغلقت الطريق على القطريين الذين كان وراءهم الاميركان والاوربيين. فألتقت المصلحة القطرية والايرانية معا ليكون العراق ممراً لأنبوب الغاز القطري نحو تركيا عبر العراق وصولا لأوروبا وفيما بعد مد أنبوب الغاز الايراني بجوار الانبوب القطري. وقطر واوربا وتركيا جميعا ستوافق على مد انبوب الغاز الايراني لأنه في حالة رفضها فأدوات ايران في العراق سوف تنسف الانبوب القطري المار بالعراق.
#ب:-ايران حذرة جدا لا تريد ان تكون بالواجهة في موضوع انبوب الغاز القطري عبر العراق خوفا من ردة الفعل الروسية والصينية ضدها فجعلت قطر بالواجهة ومن تحت الطاولة هي تدعم بالحكومة العراقية والسوداني للمضي قدما في هذا المشروع تحت عنوان ( القناة الجافة / او طريق التنمية ) ولهذا أحضرت سكك حديدها لتكون لاعبا رئيسيا في هذا المشروع وتطويره الى ربط سككي مع تركيا واوربا عبر العراق وان واشنطن تراقب مايجري ولكن بحذر شديد( اما البريطانيين فلديهم رؤية أخرى ومن هنا هناك توجس تركي وإيراني من البريطانيين)
#ج:/ مباشرة ذهبت الولايات المتحدة واسرائيل وبعض الاوربيين ( ذيول امريكا ) والهند والسعودية ودول خليجية للاعلان عن مشروع ( ربط الهند بالشرق الاوسط والسعودية فشمال افريقيا ثم اسرائيل واوربا ) وبهذا يريدان مزاحمة طريق الحرير الصيني من جهة ومزاحمة طريق التنمية عبر العراق والذي تشتغل عليه قطر وتركيا وايران والعراق وهناك رضا اميركي حذر عنه!

#السوداني والقبول الاميركي!

١-دولة قطر التي تعتبر حليف رئيسي جديد ومهم للولايات المتحدة في المنطقة منذ ان لعبت قطر دورا كبيرا في موضوع الملف الافغاني وموضوع خروج اميركا من افغانستان. ولازالت تعتمد عليها واشنطن بملفات كثيرة ومعقدة، ومنها الملف الايراني اخيرا.فهي التي لعبت اي دولة قطر دوراً رئيسياً ومن خلال اللوبي القطري القوي في اميركا بتسويق ( محمد السوداني ) اميركيا .خصوصا وان قطر لاعباً رئيسيا في صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وطهران اخيرا، والوسيط المؤتمن بايصال الاموال الى ايران ومراقبتها( 6 مليار دولار )
٢-قطر تريد تطوير علاقة السوداني بالاميركيين كونه الشيعي الوحيد الذي ليست ضده معارضة داخل الشيعة وداخل العراق ولأنه مؤمن بإستراتيجية ( الخط المستقيم ) قطر – العراق – تركيا – اوربا. وليس عليه معارضة سنية وكردية .ولأنه مكفول لدولة قطر من ( أسرة الفردان القطرية الشيعية ) والتي تعتبر من اعمدة الاقتصاد القطري فهي تمتلك علاقات قوية ومتينة جدا وقديمة مع قيادات ( حزب الدعوة تنظيم العراق ) وشرعت اخيرا او سوف تشرع هذه الاسرة وشركاتها العملاقة باستثمارات كبيرة داخل بغداد والعراق واولها استثمارات عقارية وبناء وبدعم من السوداني .
٣- وبضغط وترتيب قطري ( حصراً) حصل السوداني على لقاءات مع مسؤولين اميركان واوربيين. وهناك وعدا بلقاء السوداني مع الرئيس الاميركي بايدن . ولا يوجد شيء لوجه الله عند امريكا . بل ان هناك اشتراطات اميركية على السوداني لتنفيذها ليكون مقبولا اميركيا كقائد عراقي مؤتمن. وبالتالي فالسوداني أمام تحديات كبيرة جدا وفيها تحديات معقدة وخطيرة فهل يُسمح له بتنفيذ مايطلب منه اميركيا ؟ وهل سينجح فيها وهو الذي يمتلك فريق سياسي واستشاري ضعيف ومهلهل باستثناء قلة قليلة جدا من المساعدين والمستشارين الجيدين ؟ وهو الذي اختير رئيسا للحكومة بالتوافق ؟
#الخلاصة :
يبقى اللاعب البريطاني الخفي هو رأس الحربة في الملف العراقي. وهو الذي قطع شوطا جيدا بالتقارب السري مع الصين في موضوع خط الحرير الجديد وفي هندسة (ملف البصرة) كورقة استراتيجية بيد البريطانيين وصولا للكويت. لا سيما وان العراق والكويت وصولا لليمن والخليج هي تركة بريطانية وغير مسموح لايران وتركيا واسرائيل العبث بها من الآن فصاعدا . وان ايران تعرف ذلك ولديها خوف وتوجس من بريطانيا . والاهم ان بريطانيا تتوجس من اسرائيل وهذا معروف تاريخيا وعلى عكس الولايات المتحدة . وكذلك لا تريد بريطانيا التعامل مع منظومة الفساد في العراق بل تصر على ابعادها عن المشهد السياسي وهندسة مرحلة سياسية جديدة !

 

سمير عبيد
٢١ ايلول ٢٠٢٣

اظهر المزيد
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى