ايها السبط المقتدى….. لك العتبى حتى ترضى – وكالة بابليون
أحدث_الأخبار
سياسية

ايها السبط المقتدى….. لك العتبى حتى ترضى

 

سعد الاوسي

وحيداً في حيرة نفسه وقف الحر الرياحي في لحظة حاسمة من تاريخ البطولة ليقرر ان يشري نفسه لله ورسوله و وصيه و ريحانة جنّته سيد شباب اهل الدنيا والآخرة الحسين بن علي عليهما السلام.
كان بين الحر و بين مباهج الدنيا التي وعدوه بها قيد شعرة ليس إلاّ، لحظة بيع ضمير خاطفة يمالئ فيها الباطل على الحق، ويشيح بوجهه عن خيار الله الى خيارات اهل السطوة والسلطان، كي يملؤوا وفاضه فضةً وذهباً ومناصب ومكاسب و مفاسد،
لولا ان تداركته الرحمة فأنارت قلبه و دربه، ليلوي لجام حصانه عن معسكر الباطل، وينزع عن عنقه إمرة الف فارس مدجج كانوا رهن اشارة من بنانه، والف وعد مالٍ وجاه وسلطة وحظوة كانت تقف منتظرةً على باب رضاه.
فجأة حسم حرّ بني رياح امره، واختار موته الخالد على حياةٍ مترفة فانية غبية كان سيلاحقه عارها مؤبداً لو انه استخذى امامها واتبع شياطينها.
وهكذا انا اليوم
في محنة الحر و حيرته و حرج خياراته
ارى عن يميني معسكر رجل حق يقتدي به ملايين الناس حباً وكرامةً وايمانا،
وكأنّ اباه المقدّس كان يرى الغد بعين البصيرة والكشف كاسلافه الأئمة الاقداس المطهّرين عليهم السلام ، حين سمّاه مقتدى، فصار القدوة الحق والمسار اليقين.
وعن يساري معسكر اخوة واصدقاء ورفاق درب ( قوى الاطار التنسيقي ) كنا قد تعاهدنا على الولاء والفداء من أجل الوطن والناس لو ان الله وفّقنا في ان نمسك الزمام و نسوس امر الأنام، و قد كان.
قلت له ومازلت اقول: اذا كنّا نريد للحكومة (حكومتنا) ان تسير في سداد و سلام و أمان وحكمة وان تنجح في برنامجها الاصلاحي فعلينا ان نعطي للصدريين استحقاقهم في ادارة شؤون البلد، بل ونعترف لهم بفضل السبق الذي حققوه في الانتخابات البرلمانية بتجرّد وشجاعة ومروءة، و ان نقرّ بحجم وفاعلية حضورهم الشعبي والسياسي وقدرتهم في الهيمنة على الشارع و التأثير في الرأي العام، اضافة الى مِلاكهم البرلماني المتمثل بخمسة وسبعين مقعدا نيابياً يمكنهم ان يزلزلوا الأرض تحت اقدام اية حكومة مناوئة حين يشعرون بعدم الرضا عن ادائها.
الا أن (جماعتي) رفضوا ، وحملوا الامر على محمل صراع (الأنا) المتجبّرة والرأي المتفرّد وربما خالط ذلك بعض شبهات المصالح وشهوات الحكم .
قلت لهم : لن تنجح حكومتنا بل لن يستقر أو يستقيم حكمها او حكم سواها في العراق دون ان يكون سماحة السيد القائد الصدر وتياره ومؤيدوه حاضرين فاعلين فيه او بأدنى حد راضين عنه.
لكنهم سمعوا و امتنعوا
و أيّدوني قولاً ثم خالفوني فعلاً
شعرت وقتها بعمق مرارة قول اسلافنا الكرام : لا رأي لمن لا يُطاع
كنت انا ذلك الرأي الذي لم يُطعْ والنصح الذي لم يُتّبعْ
وصبرت على عجز وخيبة ومرارة وقلق من غدٍ قاتم اعرف جيدا ماذا سيكون لونه و طعمه ورائحته المقيتة.
لكنني اعترف وبشجاعة فارس مهزوم او ربما خاطئٍ ملومْ، انني شاركت بالخطأ والخطيئة يوم خططت و أشرت و شاركت وخرجت متظاهراً وهتفت وكتبت مؤيداً ومؤآزراً و ناصراً، متوهماً ان ماكنا فيه هو النصر واننا سنبني الدولة من جديد و نعيدها الى كامل هيبتها وحضورها و عمارها وسموّها ورفعة شأنها بمعاقبة الشركاء واستبعادهم وعزلهم ، فاذا بنا نقع في شرك تفرّدنا الذي كنا نعيبه على الآخرين ، و صراعاتنا الكثيرة فيما بين انفسنا لاقامة دولة عميقة خفيّة والاستئثار بادارة مطلقة لشؤون الدولة من وراء الأستار.
لعنة الله على السلطة وبلاءاتها وانانيتها وغبائها و بريقها الخادع الملعون
لماذا يجب ان نتقاطع ونتصارع و نتقاتل و نأكل لحم بعضنا بعضاً ونتناكر لأخوة الدم والدين و رفقة النضال الطويل والمصير المشترك الواحد وتاريخ من التضحيات المكلل بارواح شهداء ابرار من اخوتنا المجاهدين على طريق الحرية والخلاص ؟؟؟
أكلّ هذا من اجل السلطة و المناصب وتقاسم الكعكة المغمّسة بالمال الحرام والظلم والعنف والحقد و الغدر بالصديق والاخ قبل العدو !!!؟؟؟
لأعترف الآن امام العراقيين جميعاً و قبلهم أمام الله خير الحاكمين وهو العارف العالم المطلّع على مافي النفوس وأخفى ، انني اخذتني موجة الزهو والشعور بالنصر والشماتة بالانداد، الذين هم اخوتي وصحبي وابناء جلدتي ، وتؤاطأت مع نفسي ضد نفسي سعياً في طموح احمق متعلّقٍ بحب السلطة على قبول بمنصب حكومي كنت قاب قوسين او ادنى من تسنّمه، لكنني لم البث الا قليلاً حتى افقت من غفوة الوهم والطموح الأعمى الذي استغفلني برهةً قليلة، الى عزمٍ وإصرار راسخ يرفض ان يقرب دنس المناصب والمكاسب مهما علا شأنها وتوهج بريقها، بعد ان شعرت انني سأكون تحت عنوان الولاء والانتماء الى اطار سياسي محدد بعضا من عملية سياسية تستبعد وتقصي تياراً سياسياً جماهيرياً هو الاكبر والاكثر حضوراً في الشارع العراقي، يقوده رمز وطني و ديني عريق، ادين له ولأبيه ومعي ملايين العراقيين بالقداسة والولاء والاحترام والتقدير
ربما كان الاعتراف بالذنب تطهيرا من الذنب
وربما كان الندم اول طريق المغفرة
وربما كانت العودة عن الخطأ فضيلة وصلاحاً
وها انذا اعترف بذنبي وارفع رايتي البيضاء بشجاعة الفرسان لاعتذر لسماحة السيد القائد مقتدى بن السيد محمد بن السيد محمد صادق بن السيد محمد مهدي بن السيد اسماعيل الصدر الموسوي الحسيني تقدست اسرارهم الشريفة،
ولاقول له ملء الفم والقلب و الخاطر:
لك العتبى حتى ترضى
لك العتبى حتى ترضى
ياسيدي و مولاي ابن سيدي ومولاي ابن سيدي ومولاي ابن سيدي ومولاي وصولا الى اعلى الشجرة الحسينية العلوية الطاهرة المطهرة.
لك العتبى امام الله ورسوله الخاتم الصادق الأمين
وامام وصيه المرتضى يعسوب الدين وشفيع العالمين امير المؤمنين في الدنيا والآخرة جدّك علي بن ابي طالب عليه السلام.
لك العتبى امام سيد الشهداء و إمام الأتقياء الحسين بن علي صاحب الوجه الصبيح والنحر الذبيح الذي اتقرب بدمعتي الحرّى عليه الى الله راجيا عفوه وغفرانه ورضوانه
لك العتبى امام ابيك المولى المقدس الشهيد محمد محمد صادق الصدر الذي اقلّده واتبع نهجه كما كان ابي وامي اللذين ارجو لهما الحشر على يمينه وتحت جناح شفاعته يوم العرض العظيم.
لك العتبى حتى ترضى صادقةً خالصةً غير مشوبة بغرضٍ او غايةٍ او مطلب او مكسب سوى شفاعة جدك الرسول الاعظم ورضا آبائك الكرام الذين يؤرجون الجنان بخفق عباءاتهم وعطر انفاسهم وطهارة انفسهم الزكية.
لك العتبى وحدك لانك تستحق ان يقف الرجال بين يديك نادمين غير ملومين و لا وجلين او منكسرين
لانك كريم تفهم لغة الكرام، ما ظهر منها و ما بطن
وكفى بذلك ختاماً وسلاما

استدراك للتاريخ من اجل الحق والحقيقة:
سألت ذات يوم السيد نوري المالكي في حوار طويل عمّا يتداوله الناس بشأن العلاقة المتوترة التي يظنونها عداوةً بينه وبين سماحة السيد الصدر، فقال مستنكراً مستغرباً
-: انا اعادي ابن السيد محمد الصدر قدس سره ….؟؟؟
ماذا سأقول غدا امام الله حين يسألني عليه ؟
وبأي عينٍ ارى أباه وجدّه ؟!
صولة الفرسان التي يتوهمون انها ضد السيد الصدر وهي قطعاً ليست كذلك، انما هي ضد الخارجين على القانون مروّعين امن الناس مستغلين مبتزين يختبئون وراء اسم السيد مقتدى ويدّعون انهم اتباعه وهو قطعاً منهم ومن امثالهم براء، وقد حاربتهم وحاسبتهم على جرائم مثبتة ارتكبوها وليس لأنهم صدريون كما يتقوّلون.
فقلت له: وهل يمكن ان تمدّ يدك لتتحالف معه استجابة للضرورة الوطنية
فقال : حباً وكرامة ورضا نفس،
يدي ممدودة وقلبي مفتوح
وانا اقول : موتوا بغيظكم ايها المبغضون
بيتنا العالي راسخ متين ولن يتجزّأ او ينهار لانه على اساس متين وهؤلاء رجاله سماحة السيد مقتدى الصدر والسيد نوري المالكي.

اظهر المزيد
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى