الذكرى تنفع الوطنيين – وكالة بابليون
أحدث_الأخبار
سياسية

الذكرى تنفع الوطنيين

 

ليث شبر

خلال الأشهر الماضية شاركت في اجتماعات ولقاءات عديدة تضم مختلف القوى والشخصيات الوطنية والتشرينية والرافضين لمنهج السلطة والداعين للتغيير والساعين للدخول الى المشهد السياسي بقوة .. وكانت هذه اللقاءات تعقد لمناقشة توحيد القوى الوطنية في مشروع موحد.. وقد تصاعد زخم هذه اللقاءات والحوارات مع تحديد الموعد النهائي لانتخابات مجالس المحافظات..

بلا شك فإن إعادة العمل بمجالس المحافظات ضرورة دستورية كونها الجهة التي تنتخب المحافظ وتراقبه لكنها في الوقت نفسه مثلت تجربة سيئة حتى أضحت عاملا من عوامل الفساد وسبيلا محليا لتحاصص الأحزاب على المغانم والصفقات والمناصب في المحافظة مما جعل العراقيون يفقدون الثقة تماما بهذه المؤسسة الدستورية وقد اضطر مجلس النواب حينها إلى تجميد العمل بهذه المجالس وهو خرق دستوري لكنه كان مطلبا شعبيا..

هنا حدثت المفارقة فمن الواضح جدا أن أغلب القوى الوطنية والتشرينية وقسما كبيرا من الأحزاب الناشئة والأغلبية من الشعب العراقي مع إلغاء العمل بهذه المجالس سيئة الصيت والذهاب لانتخاب السلطة التنفيذية ( المحافظ ) من قبل أهالي المحافظة مباشرة وحينها ستفقد أحزاب المحاصصة كثيرا من هيمنتها على المحافظة ومواردها وموازنتها..

لكن الذي حدث هو بالعكس تماما مع هذه التطلعات إذ تم إقرار قانون سانت ليغو لإعادة انتخابات مجالس المحافظات مما وضع كل القوى الرافضة والمعارضة في موقف الإشكالية بين المقاطعة أو المشاركة وقد وقعنا جميعا في الفخ الذي نصبته قوى المحاصصة لأنه فخ دستوري محكم لايمكن القفز عليه إلا مع رفض شعبي واسع وفاعل وهذا لم يحدث..

كان على القوى الرافضة والمعارضة أن تخوض عدة تحديات في الأشهر السابقة فهي من جهة عليها أن تقرر إما المشاركة في هذه الانتخابات أو الإنزواء والمقاطعة وبالفعل قررت اغلبية القيادات الوطنية المشاركة في الانتخابات لسبب مهم وهو أن المقاطعة منذ انتخابات 2014 والانتخابات اللاحقة لم تجد(ي) نفعا ولم تحقق تفاعلا دوليا لفكرة تغيير النظام التي تحكمة اليوم قوى انتخبتها الأقلية..

من جهة أخرى فإن القانون الجديد القديم الذي طبخته قوى الإطار وتحالف إدارة الدولة أعطى الحافز للشروع بتحالف موحد للقوى الوطنية والمعارضة والرافضة وقوى تشرين لأن الذهاب الى الانتخابات فرادى من دون جبهة وطنية موحدة سيجعل الفخ الذي وقعنا فيه مقبرة جماعية لكل هذه القوى والشخصيات وسيخلو المشهد تماما من أي صوت وطني لسنوات كثيرة قادمة..

بيد أن هذه القوى على الرغم من نياتها الصادقة في الشروع لتأسيس تحالف واحد يجمع كل قوى المعارضة والتغيير فإن هذه النيات الصادقة اصطدمت بعقبات قسم منها يتعلق بالنرجسية والأنوية التي تعتمل في نفوس هذه القيادات فضلا عن عقدة النقص السياسي سواء بسبب فقر هذه القيادات وعدم توفر قدرتها المالية أو ضآلة الخبرة السياسية وخاصة عند القيادات الشبابية..

لقد أدى ذلك يوما بعد يوم إلى الاندكاك في أساليب المشهد السياسي الذي صنعته أحزاب المحاصصة واستخدام الآليات نفسها في المفاوضات والمؤامرات عزز من ذلك الأسباب أعلاه وفقدان الثقة بأنهم قادرون على مواجهة أحزاب السلطة لقدراتهم المالية المليارية والإعلامية والدعم الدولي والإقليمي فضلا عن قوة السلاح والسلطة ..

وهنا التذكير .. لأن هذه القوى الوطنية إنما تستمد قوتها من الرفض الشعبي للقوى الحاكمة وعليها أن تعي جيدا أن الاندكاك في المشهد السياسي الحالي وأساليبه وعقد الصفقات هنا وهناك سيفقدهم قوتهم الشعبية وسيحولهم إلى أمساخ من قوى السلطة ولن تحترمهم لا قوى السلطة ولا الجماهير ولا حتى القوى الدولية..

لا أريد أن أتعمق أكثر وأذكر أمثلة لشخصيات وطنية اندمجت في هذه السياقات المشوهة لأن المقال هو بالأساس تذكير لمن ينفعه التذكير وتحذير من القوى الحاكمة وهي قوى شريرة قادرة بكثير من الدهاء والوعود الكاذبة وفتات صفقات الفساد الذي سيوزعونه عليكم والتهديد والترغيب أقول قادرة على حرفكم عن مسيرتكم الوطنية ونضالكم من أجل التغيير..

إني ذكرتكم..اللهم فاشهد

اظهر المزيد
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى