بغداد تحتفي بالشاعر فالح حسون الدراجي.. حكايا الشاعر التي لا تنتهي – وكالة بابليون
أحدث_الأخبار
محلية

بغداد تحتفي بالشاعر فالح حسون الدراجي.. حكايا الشاعر التي لا تنتهي

أماسي بغداد التي لا تنتهي، وجمالها الذي لا ينقطع، ونورها الذي لا يُحجب، كل شيء هنا ينبض، وكل شيء تدبُ فيه الحياة، أذ كيف يموت من يشق صدره الشامخ، ماء دجلة الرقراق، كيف يلفهُ الظلام ذلك المكان الذي تنسابُ فيه ألحان وكلمات شعراء المدينة التي ( أصابتنا بين الرصافة والجسرِ.. عيون المها فيها)، فأكتوى فالح حسون الدراجي، شاعرها الفتى دوماً وأبداً بشعره وشغفه، بلظى تلك الليالي، وراح يكتب بعشق ( أنه وياك وصفنتي وأخر الليل).. حيث بدأ الشاعر الذي استضافته جمعية الأدباء الشعبيين في العراق، الحديث عن تجربته الحافلة بين الشعر والصحافة، وتلك حياة تستحقُ ان تروى، فكانت مفتتحه تلك القصيدة التي آذابت قلوب الوالهين:
انه وياك وصفنتي واخر الليل
نتحاسب عالسهر والهم والذنوب
ومثل اخر جكارة باخر الليل
نفس نفسين روحي وبيدك تذوب
اگعد من عليك باخر الليل
من ينعى الشمس لو طاحت اغروب
وافزز من عليك بهدوة الليل
اذا من غير فزة الكون مرعوب .. “
الدراجي الذي نذر عقوداً طويلة من عمره، وفياً لرسالة الشعر، وأميناً على كلمة الصحافة المسؤولة، كان اليوم على قاعة نازك الملائكة، وجهاً لوجه مع جمهور كبير عدداً، وكبير بتنوعه وحجمه الإبداعي واهميته الثقافية، أذ اكتظت القاعة بحضور مميز، جذبتهم حكايا الرجل الذي يختزن سنوات وتجارب مكتنزة بالألم والصبر والإنجاز.
لقد مر الرجل من محيطات وبحار، وعبر بسفينة الشعر، مبحراً بشراع الكلمة الدافئة، محملاً بوجدانية الجنوبي الذي لا ينفك عن تقديس الأرض، والأم، والحبيبة، والماء حتى!.
الأمسية التي أمتدت بالحديث بها، وأختنقت أبواب القاعة بعشاق الشعر، فوقف الكثير منهم خارجها، بعد ان عجزوا عن إيجاد مقعد فارغ، حتى أن بعض الحضور غادر القاعة بسبب الإزدحام ..فهذه الأمسية شهدت مشاركات متعددة، من أسماء شعرية ذات أهمية ثقافية وأدبية عالية، وقبل ذلك أنبرى الشاعر ماجد عودة بتقديمها، وأدارتها، وفي المداخلات سجل الشاعر والصحافي عدنان الفضلي كما شارك والشاعر الغنائي المعروف كاظم الساعدي بشهادة فنية عن زميله الدراجي، مفعمة بالود والثناء والوفاء، علامات واضاءات، وأستطاع ان يستقرئ حضور الرجل في خارطة جغرافيا الشعر والصحافة، وهكذا فعل بشير العبودي والدكتور جبار فرحان العكيلي، و الشخصية الشيوعية والأكاديمي والسياسي العراقي المعروف الدكتور جاسم الحلفي في مداخلتهم الرصينة، وكذلك مداخلة من من الشاعر كريم راضي العماري، والإعلامي الرياضي المميز حسام حسن، والشاعر علي سلمان غالي، والشاعر حمزة الحلفي، وأيضاً الشاعر عباس عبد الحسن، مع تقدمة مميزة من الشاعر رياض الركابي، ترجمها بقصيدة رائعة كتبها وقدمها عن زميله الدراجي، و تحدث في الاحتفالية، خيون التميمي أحد الوجوه الديمقراطية المعروفة في الولايات المتحدة، مستذكراً مواقف الدراجي الشعرية والوطنية في الغربة. كما كان هناك الكثير من الشهادات التي قدمت بحق هذا الشاعر الجميل، فقد كانت الأسماء معروفة، وازنة في الساحة الثفافية العراقية.
كما لم يقتصر الحضور على نخبة الثقافة وعشاق الأدب، بل أنضم مستشار الأمن القومي العراقي السيد قاسم الأعرجي، المعروف بحضوره في الساحة الثقافية ومتابعاته للمشهد الأدبي عن كثب، كما تميزت الأمسية بحضور رائع من ملحن العراق المرهف، محسن فرحان الذي سجل ايضاً شهادة بحق المحتفى به.
وكذلك نجما المرة العراقية كريم صدام، ورسن بنيان .. كما حضرت السيدة بان فرات الجواهري، حفيدة الشاعر الأكبر محمد مهدي الجواهري، والشاعر أحمد الذهبي، وجماهير لا تعد ولا تحصى من ابناء مدينة الصدر، ومناطق بغداد، فضلاً عن مدن العراق الاخرى، جاءوا يحتفون بمن كتب لهم وعنهم وعن اوجاعهم المريرة.
الشعر .. قضية
بعيداً عن الأمسية، قريباً من الدراجي الشاعر الذي ظل يبحث عن مساحة الأختلاف، وبقي وفياً للشعر وللحياة، ولم يبخل على شاعريته في أن يدخل أي مساحة ينتظر منها تسجيل موقف، فالشعر لديه قضية، فمع يساريته، وانتمائه الفكري، الأ أنه لم يجد ضيراً ان يوثق بواحدة من ملاحمه الشعرية، ذلك المولد الميمون لسيد شهداء العالم، الحسين بن علي، فكتب تلك الرائعة التي بقيت في ضمائر كل حر، انشودة المولد الحسيني المبارك:
“الليلة عيد وخلي كلنه نحتفي بميلاده
اسنين ماشفنه الفرح واعياده
اذا مو بحسين بيمن نحتفي
وياهو يسوه النحتفي بميلاده
حبّه ثابت بالگلب ما يختفي ..
وجمره يلسع غصباً إعله رماده
ويوم طاح حسين في أرض الطفوف
الله مد ايده لحسين وساده “.
هكذا يجب أن يحتفى بالشاعر .. وإلاً فلا !

اظهر المزيد
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى