خطاب الحكمة والقوة والخلاص…! – وكالة بابليون
أحدث_الأخبار
سياسية

خطاب الحكمة والقوة والخلاص…!

سعد الاوسي

بكامل هيبة الدولة
و بكل مسؤوليته مواطناً ومجاهداً وسياسياً
ورئيساً
وباعلى مراتب القوة والتحدي والحضور
وقف الزعيم نوري المالكي امس ليضع نقاط المرحلة على حروفها المُعجمات
وليلخص المشهد السياسي العراقي الخلافي المتخبط بين الطموحات والرغبات والاطماع والاجندات والمؤامرات
حاسماً حازماً حكيماً عليماً بالخفايا والخبايا والدسائس والمؤامرات
ليقطع طريق (الوهم) المحفوف بالكوارث والمهالك الذي يسلكه (بعض) محدثي السياسة والحكم لإشاعة الفوضى والفتنة وخلط الاوراق أملاً بإدامة روح الصراع والتحريض بمظنّة ان ذلك يمكن ان يقلب طاولة الواقع على الشرعية والاستحقاق الدستوري الموجب والارادة الجمعية العامة، وباعتقاد احمق يراهن على الترهيب والترغيب والتقديس والتدليس لمصادرة حق الشعب في التعبير عن خياراته الوطنية والدستورية.
المالكي قالها ملء فمه وقلبه وعقله وتعبيرا عن ارادة وصوت الاغلبية الصامتة من الشعب امام صخب وجبروت واستقواء فئة سياسية (واحدة) تحاول ان تصادر الجميع وتركب على اكتافهم.
قال: (العراق بلد المكونات، وشعبه يتشكل من مكونات ومذاهب وقوميات ولايمكن ان تفرض عليه إرادة الا ارادة كامل الشعب وعبر مؤسساته الدستورية التي يمثلها مجلس النواب المنتخب).
وهو بذلك يرسي ويرسّخ الاستحقاق الوطني الذي كفله الدستور ويحافظ على المكتسبات الديمقراطية ولا يسمح ابدا بعودة اي شكل من اشكال الهيمنة والدكتاتورية والتفرد السياسي سواء ذلك المختبئ تحت عباءة القداسة الموروثة او قوة السلاح غير الشرعي المنفلت من كل القوانين والاعراف.

ثم يقول : ( لاحل للبرلمان ولا تغيير للنظام ولا انتخابات مبكرة الا بعودة مجلس النواب الى الانعقاد، وهو الذي يناقش هذه المطالب ومايقرره نمضي به).
اذن لا فرصة ولا مجال ابدا لمن يتوهم انه يمكن ان يقوّض النظام والعملية السياسية القائمة ببعض مظاهرات الجهلة والعوام والساذجين والأميين او بقوة سلاح الميليشيا المسلحة التي يمتلكها هذا الحزب او ذلك.

ويقول : (العراق والنظام امانة في اعناقنا ولايخدمه الا الالتزام بالقانون والدستور).
وهو بذلك يفصح عن رجل الدولة الحصيف الحكيم الذي يقرّ ويحمي مكتسبات الديمقراطية اضافة الى وقوفه بشكل قاطع وراء الشرعية والقانون والدستور ويفرض على نفسه وحزبه واتباعه وعلى جميع اطياف الكينونة السياسية في العراق الالتزام بهذه المبادئ التي يقرّها القانون الدولي بل يكاد يفرضها على دول العالم أجمعين.
ان من يرى السيد نوري المالكي ويستمع الى خطابه امس يدرك بيقين ان هذا الرجل وامثاله هم الوحيدون القادرون في هذه المرحلة الفوضوية على قيادة الدولة واعادة هيبتها وحضورها وكيانها بعد سنوات التخبط والتعثر والخراب التي ستودي بالبلد الى الهلاك المؤكد.
اقف باحترام واجلال واعجاب للرئيس المالكي على حكمة وشجاعة وحزم خطابه الأخير
وادعو جميع العراقيين الى الوقوف مع هذه اللغة الحازمة في الشأن السياسي وعدم اتباع الهوى والرغبة والولاء الاعمى، فربما سيأتي يوم (كارثي) قريب لن يكون فيه متسع لأحد للخروج من خانق هذه الأزمة الى بر الأمان، لانه لن يكون ساعتها هنالك من بر أمان.

اظهر المزيد
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى