كرسي الوالي ……! – وكالة بابليون
أحدث_الأخبار
سياسية

كرسي الوالي ……!

سعد الاوسي

تبقى حكايات البهلول في زمن هارون الرشيد مليئة بالحكم والعبر والفكاهة والبعد، واليوم نستذكر احدى تلك الحكايات التي قام بها.. وتقول الحكاية.. ان هارون الرشيد ذهب ذات يوم في سفرة الى مكان ما ولم يصطحب البهلول معه كعادته فجاء البهلول الى قصر الرشيد وارتدى بعض ملابس الرشيد وجلس على كرسيه وبدأ يتقمص دور الرشيد عندما يجلس في القصر ويعطي الاوامر (اكرموا فلان.. وعاقبوا علان)! ويلتفت يمينا وشمالا ويقول مع نفسه (ماذ تقول يا وزيري)؟! ثم يصرخ (اجلدوه..)! وهكذا ظل يقوم بالتمثيل متخيلا انه (الوالي)! الى ان دخل عليه حرس الرشيد وانزلوه من الكرسي وبدأوا يضربونه و(زوركوا عيونه.. ونعنعوا ضلوعه)! حتى جعلوه (سكرابا)! وكان البهلول حينها يصرخ ان الرشيد سيطلبه في اي لحظة وانه لا يرتضي لما يحصل له من اهانات و(دك وبسط)! كان حينها الحرس لا يبالي بكلامه الى ان حملوه بـ(بطانية)!الا انهم للحقيقة والتأريخ لم يستخدموا معه في التعذيب (الدريلات)! كونها لم تخترع في حينه!ثم ارسلوه الى منزله (يون)! من الالم وما ان عاد الرشيد الى الولاية ودخل قصره حتى طلب البهلول.. فتعذر الحرس بانه خرج الى مكان مجهول.. فاصر الرشيد على طلبه واعطى اوامره بان لا يعود الحرس الا ومعهم البهلول! وما هي الا سويعات حتى عادوا ومعهم البهلول (عليل)! محمولا بالبطانية! وحين دخلوا به على الرشيد سأله.. ماذا حدث بك ايها البهلول؟! فأجابه انه (الكرسي يا مولاي)! فقال الرشيد.. اي كرسي؟! فأجابه الذي تجلس عليه! ثم اكمل حديثه.. جلست عليه لحظات وحدث لي الذي تراه بعينك! فما بالك انت يا مولاي وانت جالس عليه لسنوات فماذا سيحصل لك؟!
حكاية هذا الكرسي الذي تلقى بسببه البهلول (كتله غسل اولبس)! بسبب جلوسه عليه لدقائق تجعلنا نتساءل ماذا سيحصل للذين يجلسون على كراسي الحكم والسلطة التي اوصلهم لها الشعب وجعلهم يتسلطون على الرقاب ولم يقدموا اي شيء له؟! بل تنكروا حتى الى الوعود والعهود التي قطعوها على انفسهم ولم ينكثوها فحسب بل تجاهلوا اصحاب المآسي والويلات والثكالى والارامل والايتام الذين تاجروا بقضاياهم وحصلوا على المغانم والعقود والاموال والصفقات ومليارات الدولارات التي لا تزال تنهب في وضح النهار ولم يقدموا اي خدمات للشعب بل ولم يلتفتوا اليه منذ ان جلسوا على تلك الكراسي العرجاء الموضوعة في القصور التي يقيمون فيها ويقف في ابوابها عصابات الكاوبوي مع كلابهم التي (تلحس)! ثيابهم و(تشمشم)! احذيتهم ولا يمكن لهم دخول اي مكان الا بموافقة تلك (الكلاب)!
وعندما يخرجون في لقاءاتهم في وسائل الاعلام يصورون انفسهم انهم (عناترة) الزمن الديمقراطي.. هؤلاء الذين يجلسون على تلك الكراسي يتناسون ان للتاريخ لسان حق وان للشعب صوت مدو لا يمكن لاي من الحكومات او السلطات ان تخمده! هذا الشعب الذي يتحين الان اي فرصة ليتبين الصالح عن الطالح والوطني عن العميل والزاهد عن (الحرامي الحنقباز)! وحامل المشروع الوطني عن (الكلاوجي الدجال)! والصادق عن (الجذاب)!.. ومن الذي يخدم الشعب والكرسي لا الذي يجعل الشعب خداما ويتخذ الكرسي بئرا للحصول على الاموال والسحت الحرام وسرقة المليارات واموال اليتامى والشعب المظلوم.. هذا الشعب الذي سيحتار ماذا يفعل بالذين (لطشوا بالكراسي)! ولا زالوا لأنهم يعرفون ان اكاذيبهم وخزعبلاتهم لن تنطلي بعد اليوم على الشعب ويقينا فاننا لن نرحم من جلسوا على كراسي الحكم.. ولم يقدموا خدمة للعراق العظيم وشعبه المظلوم.

اظهر المزيد
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى